فيلم "اللعب مع العيال"… محمد إمام يحقق أعلى إيرادات في مسيرته ويصل إلى نتفليكس
أطلقت منصة "نتفليكس" عرض فيلم "اللعب مع العيال"، من بطولة محمد إمام وأسماء جلال، بعد نجاحه في صالات السينما خلال موسم عيد الأضحى 2024. العمل ينتمي إلى نوعية الكوميديا الاجتماعية، وهو أول تعاون يجمع بين محمد إمام والمخرج الكبير شريف عرفة، الذي تولى كتابة السيناريو والإخراج.
الفيلم أثار تفاعلاً واسعًا منذ لحظة الإعلان عنه، واستمر هذا التفاعل مع عرضه الجماهيري، حيث تمكن من تحقيق 57.8 مليون جنيه في شباك التذاكر، متفوقًا على فيلم "عمهم" الذي أحرز 57 مليونًا، ليصبح الأعلى في تاريخ محمد إمام السينمائي حتى الآن.
قصة الفيلم
تدور القصة حول شخصية "علام"، شاب يعمل مدرسًا، يقرر ترك مدينته والانتقال إلى منطقة صحراوية للعمل في مدرسة تخدم إحدى القبائل البدوية. في تلك البيئة الجديدة، يلتقي بفتاة من البدو، يقع في حبها، ويسعى للارتباط بها. لكن هذا الحب لا يمر دون عوائق. اختلاف العادات، صرامة التقاليد، والحساسية الثقافية بين الحضر والبدو تفرض عليه تحديات كبيرة، تجبره على التأقلم، إثبات ذاته، وتجاوز الصدامات المجتمعية.
الفيلم لا يعرض مجرد قصة حب، بل يسلط الضوء على ما تعنيه الهُوية في المجتمعات المحافظة، وكيف يمكن للفرد أن يتجاوز الانتماءات الضيقة ليحقق ذاته دون أن يصطدم بالبيئة المحيطة.
الأداء والتمثيل
محمد إمام قدّم شخصية مختلفة عن أدواره السابقة. تخلّى عن طابع الأكشن الذي ميّز أغلب أعماله، وركّز هنا على الأداء الطبيعي لشخصية عادية تواجه ظروفًا غير عادية. هذا التغيير لاقى استحسان الجمهور، واعتبره البعض خطوة ناضجة في مسيرته.
أسماء جلال، التي شاركته البطولة، ظهرت بصورة مميزة. دور الفتاة البدوية كُتب بعناية بعيدًا عن النمطية، وقدّمت أداءً متوازنًا بين العاطفة والصلابة، مما جعل الشخصية أكثر واقعية.
باقي فريق العمل كان له دور فعّال في دعم الخط الكوميدي والاجتماعي، ومن أبرز المشاركين:
-
باسم سمرة
-
حجاج عبد العظيم
-
ويزو
-
مصطفى غريب
-
بيومي فؤاد
ظهور ضيوف الشرف ساهم في تنويع الإيقاع الدرامي دون أن يفسد تماسك الحبكة.
عن شريف عرفة
وجود شريف عرفة في هذا المشروع أعطاه ثقلًا خاصًا. هذا التعاون مع محمد إمام يُعيد إلى الأذهان تعاوناته السابقة مع النجم الكبير عادل إمام، الذي أخرج له خمسة أفلام من بين الأشهر في تاريخ السينما المصرية، مثل: "اللعب مع الكبار"، "الإرهاب والكباب"، "طيور الظلام"، و"النوم في العسل".
عودة شريف عرفة للكوميديا الاجتماعية من خلال هذا الفيلم أعادت الروح إلى هذا النوع من الأعمال، الذي غالبًا ما يُهمَل لصالح الكوميديا التجارية السطحية.
عرفة لا يكتفي بإخراج مشاهد مضحكة، بل يُديرها لخدمة مضمون أعمق. فالمواقف الكوميدية في "اللعب مع العيال" لا تأتي من الحوار فقط، بل من صدام الثقافات، وارتباك البطل في بيئة لا يفهمها.
التصوير والإخراج
الاختيار الذكي لمواقع التصوير الصحراوية أضفى على الفيلم طابعًا بصريًا مميزًا. التباين بين الصحراء الواسعة وحياة المدينة الضيقة انعكس بصريًا على شخصية "علام" الذي بدا صغيرًا أمام واقع أكبر منه. الإخراج كان حريصًا على إظهار التناقض بين البيئتين دون مبالغة.
حتى الملابس، التفاصيل الصغيرة، والإكسسوارات كانت مدروسة لخدمة الخط الدرامي دون إقحام أو استعراض.
النجاح التجاري
الفيلم بدأ عرضه في السينمات يوم 12 يونيو 2024. خلال فترة قصيرة، تجاوز حاجز الـ57 مليون جنيه، ليكسر الرقم القياسي السابق لمحمد إمام. هذا النجاح أكد أن الجمهور لا يزال يرحب بالأعمال الكوميدية التي تحمل معنى، وأن المزج بين الترفيه والموضوع الاجتماعي لا يزال مطلوبًا.
نجاح الفيلم لم يكن محصورًا في القاهرة فقط، بل شمل عدة دول عربية مثل السعودية والإمارات، ما يؤكد قابلية الفكرة للتصدير، ويعكس تطور مستوى الإنتاج المصري.
العرض على نتفليكس
إطلاق الفيلم على "نتفليكس" يمثل نقلة جديدة في عمر الفيلم، إذ يوسّع جمهوره إلى نطاق دولي. جمهور المنصة أصبح جزءًا من جمهور السينما المصرية، ما يفتح الباب لانتشار هذه النوعية من الأعمال خارج حدود المنطقة. هذه الخطوة تُحسب للقائمين على العمل، الذين استثمروا النجاح المحلي في وصول عالمي.
لماذا الفيلم مهم؟
-
يقدم كوميديا غير مبتذلة
-
يناقش قضايا اجتماعية حقيقية دون خطاب مباشر
-
يطرح أسئلة حول الهوية والانتماء بأسلوب بسيط
-
يمنح فرصة لفهم الصراع بين التقاليد والتجديد
-
يقدّم ممثلين في أدوار جديدة بعيدًا عن النمط المعتاد
ردود الفعل والنقد
الجمهور تفاعل إيجابيًا على السوشيال ميديا، حيث علّق كثيرون على أن الفيلم "ضحّكهم وفكّرهم في نفس الوقت". النقاد أشاروا إلى أن الفيلم نجح في إعادة الكوميديا الاجتماعية إلى دائرة الضوء، بعد أن كانت محصورة في إطار ضيق.
بعض التحفظات ظهرت حول النهاية، التي وصفها البعض بـ"المتوقعة"، لكن التوازن العام بين الكوميديا والدراما طغى على هذه الملاحظات.
أسئلة تفتح النقاش
-
هل يمكن لحب بسيط أن يواجه مؤسسة التقاليد؟
-
متى يتحول التكيف إلى تنازل؟
-
هل نعرف الآخر حقًا، أم نظن فقط أننا نعرفه؟
الخلاصة
"اللعب مع العيال" ليس مجرد فيلم كوميدي، بل عمل ذكي يُخفي تحت سطحه حوارًا أعمق عن الهوية، الحب، والفوارق الاجتماعية. نجاحه التجاري يعكس حاجة السوق لسينما تحترم عقل الجمهور. وهو أيضًا إعلان صريح أن محمد إمام دخل مرحلة جديدة في مسيرته.
الفيلم متاح الآن على "نتفليكس". إذا كنت تبحث عن عمل خفيف لكنه يحمل مضمونًا، فهذه فرصة مناسبة.